بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أولا أنموذج البحث العلمي: المنارة للاستشارات.
إن كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه كان ولا زال من أصعب المشاريع التي
تبنيتها، (أعتقد أن تربية ثلاثة أطفال في هذا العالم المجنون يؤهلني لتلك
المهمة، ولكني لم أخشاها البتة.)
إن
كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه أمر آخر على قائمة الرهبة، فقد شعرت عدة مرات
بعدم كفاءتي لإنجاز المهمة، فبعدما قرأت خمسة أطروحات رفيعة المستوى لكتّاب
جيدي السمعة، فكرت: "كيف لي أن أكتب عملاً بهذا المستوى؟"
وقضيت بعض الأوقات محدّقاً في جبال ما عليّ كتابته وتساءلتُ لو كنتُ قادراً على
إنجاز ذلك أصلاً.
مع ذلك، وفي خضمّ ذلك كله بين دوامة الصفحات والمسودات والجدالات، كان هناك
دائماً سبب يدفعني للأمام... ألا وهو التقدم في كتابة رسائل الماجستير
والدكتوراه !
إن التقدم شيءٌ جميل وإكسيرٌ قوي يدفعك على العمل، تماماً كابتسامة طفلك!
يقلص التقدم من جبال الأوراق، ويضيء النفق دائمًا، وينقلك خطوة للأمام بالقرب
من الطرف الآخر، ويدفعك للاستمرار.
وبناءاً على تلك الروح العالية، أقدّم لكم أفضل ثمانية نصائح لكتابة رسائل
الماجستير والدكتوراه، والتي ستمنحك أحد الحوافز التي ستدفعك لكتابة رسائل
الماجستير والدكتوراه، ألا وهو التقدم.
لا داعي
لوضع هذه النصائح في ترتيب معيّن.
النصيحة الأولى: أكتب لتفكِّر
كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه أمرٌ سهلٌ، وعندما تقوم بملء صفحاتٍ وصفحاتٍ
من الاقتباسات والآراء فإنك ستشعر بالتقدم حقًّا.
ولكن قد تنخدع بفكرة أننا نريد موادًا أكثر وأكثر، ولكن ما عليك فعله بدلًا من
ذلك هو أن تقوم ببلورة وجهة نظرك وأفكارك وتتابعها.
عندما تبدأ بكتابة رسائل الماجستير والدكتوراه (باستخدام أيٍ من الطرق الآنفة
الذكر) ستبدأ باستيعاب عدة أمورٍ مهمةٍ:
1. نقاط نقاشك بها عيوبٌ جليةٌ.
2. طريقة تنظيم أطروحتك بحاجةٍ لمراجعة.
3. أنك لا تشمل ما يكفي من العلماء، أو لا تشمل من يجب أن تشملهم.
4. هناك فجواتٍ في بحثك (كعدم وجود مصدرٍ رئيسٍ أو فرعيٍّ).
وغيرها الكثير من العوامل التي ستظهر في مرحلة الكتابة للتفكير.
ليس من المبكر أن تبدأ في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه، فتجنب أن تقع في
مصيدة البحث. ابدأ بالكتابة كي تشحذ أفكارك.
النصيحة الثانية: حاول دائماً أن تكتب الجزء الذي سيحقق لك أكبر مردود
تعريفي للمردود هو ما سيحقق أكبر تأثير على تقدمك في كتابة رسائل الماجستير
والدكتوراه.
قد تكون شخصاً يحب النظام وبالتالي فإن البدء بقسم جديد قبل الانتهاء من القسم
السابق لا يبدو أمراً صائباً. لذلك سيكون أكبر مردود بالنسبة لك هو إنهاء القسم
التالي على القائمة بالترتيب.
أنت صانع القرار الوحيد فيما يخص أكبر تأثيرٍ، ومهما يكن ذلك الشيء فعليك أن
تضغط نفسك وتنجزه.
النصيحة الثالثة: حدد هدفاً يومياً للعمل في كتابة رسائل الماجستير
والدكتوراه
إن رسائل الماجستير والدكتوراه البريطانية / الأوروبية النموذجية يجب أن تكون
في أقل من 100,000 كلمةٍ. ينبغي عليك أن تكتب ما بين 65,000 و85,000 كلمةٍ
اعتمادًا على عمق موضوع كتابتك. وهذا يعطيك مرونةً لتكييف طول الكتابة حسب
الحاجة.
إن كان هدفك 80,000 كلمة،
بمتوسط 200 كلمة في اليوم (أي ما يعادل أربع فقرات) فإن ذلك سيضع بين يديك
أطروحةً ما بين أولية إلى متوسطة خلال 400 يوم من الكتابة.
لا أدري إن كان ذلك يناسبك ولكنه يبدو قابلاً للإنجاز.
أنا أقوم بمتابعة تقدمي بجدول صغير فيه تاريخ كل يوم وعدد الكلمات في نهاية
اليوم. وبغض النظر عن صغر الرقم إلا أن رؤية ارتفاع الرقم كل يوم سواء أكان
الناتج أولياً أو نصف جاهز أو جاهز تماما سيعطيك دفعةً قويةً.
النصيحة الرابعة: حدد هدفًاً أسبوعيا للكتابة في رسائل الماجستير
والدكتوراه مرتبطٌ بمكافآت
اختر شيئا تحب القيام به وحدد عدد الكلمات الذي تهدف لإنجازه أسبوعيا في رسائل
الماجستير والدكتوراه، ومن ثم كافئ نفسك عندما تحقق هدفك. وإن لم يتحقق الهدف؟
لا مكافأة!
سأخبرك سراً، أنا مدمن على مشاهدة مسلسل ما، أعشقه وأعشق ما فيه من أساطير
وطريقة كتابته. وعندما أضع أهدافي، أكافئ نفسي ببضع حلقات منه في نهاية
الأسبوع.
أعلم أن ذلك يبدو ساذجاً ولكنه فعال حقاً، فمكافأتك يجب أن تكون شيئاً تستمتع
به وترغبه حقاً (وقد يكون ذلك ليلةً تقضيها في الخارج أو مشاهدة رياضة محببة).
مهما يكن.
وتذكر أن التقدم هو كل ما تحتاج.
النصيحة الخامسة: ركز على التقدم لا الكمال
نحن ككتاب رسائل الماجستير والدكتوراه غالباً ما نتوقف بحثًاً عن الكلمة
المناسبة لنعبر عن وجهتنا بطريقة معينة وإلا فإننا نضيع وقتنا على تدقيقات
نحوية سطحية.
اسمع، أنت لست بصدد كتابة رواية (Hemingway)
في بداية كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه، فلا يجب أن يكون أي شيء مما تكتبه
كاملًا ومنمّقاً، فأفضل ما يمكنك أن تكتبه سيأتي خلال المراجعات الكثيرة
والمتكررة التي ستقوم بها.
لذلك اعمل على كتابة أفكار ونقاشات وروابط جيدة على الورق.
أضف إلى ذلك أنه في أحيانٍ كثيرة فإن العديد من الفقرات التي كتبتها ستُمحَى
كليًّا في مرحلة المراجعة.
النصيحة السادسة: لا ترهق نفسك في تنميق معلومات الحاشية
في البداية اكتب مرجعاً مختصراً لمعلومات الحاشية بجانب الجملة التي تحتاج
لحاشية مثل (Michel,
Abschiedsrede, 15)، فأنت تحتاج فقط للمعلومات اللازمة لتحديد المصدر
ورقم الصفحة اللازمان لكتابة حاشية كاملة فيما بعد.
إن كنتَ بحاجة لشرح شيءٍ ما في حاشية، فعليك جعل ما تكتبه قصيراً، مثل (Munck,
Discourse, 25: أحتاج الشواهد المكتوبة لجميع الخطابات التي يستخدمها Munck في
مقاله).
لماذا أقول هذا؟ لأنك قد تقضي قدراً كبيراً من الوقت محاولاً أن تجعل معلومات
الحاشية صائبةً تماماً (وقد يصل طول بعضها إلى نصف صفحة). ومرةً أخرى، قد
تُمحَى كل هذه المعلومات في مرحلة المراجعة.
ثِق بي فقد واجهتُ ذلك أكثر من مرة (أعلم أن هذا يجعلني بطيء التعلم، ولكني
أتمنى ألا تكون أنت كذلك!)
إن أفضل ما يمكنك فعله أثناء العمل في رسائل الماجستير والدكتوراه هو أن تشير
بدقةٍ إلى المعلومات المفهرسة لمصدرٍ ما في برنامج فهرسة جيد ومن ثم إنشاء مرجع
مصغر لذلك في كتاباتك.
عندما تقترب من إنهاء كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه فقط، يمكنك حينها أن
تمضي وقتاً في تنميق جميع معلومات الحواشي.
النصيحة السابعة: اكتب لخمسة عشر دقيقة متواصلة بين الفينة والأخرى
في بعض الأحيان يكون كل ما عليك فعله لتطلق لنفسك العنان أو لترتب أفكارك هو أن
تلقي بجميع ما في ذهنك من أفكار ونقاشات ونظريات في جهاز الحاسوب بأسرع وقت
ممكن. وهذا هو معنى الكتابة بحرية تامة.
حدد لنفسك وقتاً، ولا تتوقف لتصحيح أي شيءٍ، فالمعدل لأي كاتب على الحاسوب هو
إدخال 500-750 كلمة خلال ربع ساعة.
وبعد ذلك ارجع وراجع ما كتبت، وانتقِ الأجزاء الجيدة وحسّنها ومن ثم أضفها إلى
عداد الكلمات الكليّ في رسائل الماجستير والدكتوراه. ستتعجب من التقدم الذي
ستحرزه من مجرد استخدام هذا الأسلوب.
النصيحة الثامنة: سجل نفسك وأنت تقول ما تريد أن تعبر عنه أو تناقشه
كما هو الحال في الكتابة الحرة الآنفة الذكر، فهذه نصيحة كلام حرٍّ. وفي بعض
الأحيان يساعدك مجرد التعبير عن نفسك في تسجيل صوتي لك على تنظيم أفكارك.
ليس من الضروري عندما تتحدث أن تتباطأ لاختيار الكلمة المناسبة، فيمكنك توضيح
ما تريد أن تكتب في هذا القسم من رسائل الماجستير والدكتوراه بشكل بسيط.
وبعد ذلك استمع لنفسك واكتب ما قلته مضيفًاً التعديلات اللازمة. تختلف الكلمة
المنطوقة عن الكلمة المكتوبة إلا أن هذا الكلام المنطوق يمكن أن يفتح مجالات
تفكيرك ويعطيك الأساس لما ستكتبه في نهاية المطاف.
الخاتمة:
ها قد أصبح لديك أفضل ثمان نصائح لديّ لكتابة رسائل الماجستير والدكتوراه. وقد
يكون أيًّا منها الدافع وراء إخراج رسائل الماجستير والدكتوراه عالية المستوى.
قد يكون التقدم أحياناً صعباً في مشاريع كتابية بهذا الحجم، ولكن هذه النصائح
هي حليفتك التي ستساعدك على تحقيق أهداف رسائل الماجستير والدكتوراه وعلى تحقيق
الشيء المهم ... ألا وهو التقدم في كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه.
عشرة أخطاء شائعة في تنسيق رسائل الدراسات العليا
أنموذج البحث العلمي: المنارة للاستشارات.
عشرة أخطاء شائعة في تنسيق رسائل الدراسات العليا
يوجد العديد من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الباحثين أثناء تنسيق رسائل
الدراسات العليا ، نذكر عشر أخطاء، وهي على النحو التالي:
الخطأ الشائع الأول في
تنسيق رسائل الدراسات العليا:
- لا يفصل الباحث كل فصل أو قسم أو في الرسالة في صفحه جديدة.
الخطأ الشائع الثاني في
تنسيق رسائل الدراسات العليا:
- لا يضع الباحث في بداية كل فصل ورقة فاصلة مكتوب عليها بالخط العريض كلمة
الفصل الأول أو الثاني، وهكذا.
الخطأ الشائع الثالث في
تنسيق رسائل الدراسات العليا:
- لا يستخدم الباحث الخط الأسود في جميع العناوين الرئيسة والفرعية في
رسائل الدراسات العليا.
الخطأ الشائع الرابع في
تنسيق رسائل الدراسات العليا:
- لا يترك الباحث مسافة 3سم بين عنوان الفصل وبداية النص.
الخطأ الشائع الخامس في
تنسيق رسائل الدراسات العليا:
- يرقم الباحث صفحة الغلاف الداخلي والخارجي، وصفحة توقيعات لجنة المحكمين،
وصفحة الآية القرآنية الكريمة، وصفحة الإهداء، وصفحة الشكر والتقدير، وصفحة
الملخص، وصفحة الألفاظ المركبة والاختصارات، وصفحة فهرس المحتويات، وصفحة
قائمة الجداول، وصفحة قائمة الأشكال، وصفحة قائمة الملاحق.
الخطأ الشائع السادس في
تنسيق رسائل الدراسات العليا:
- لا يراعي الباحث ترقيم الصفحات بشكل دقيق، ولا يتأكد من تطابقها مع
الفهارس، ولا يتأكد أيضا من تطابق الهوامش مع أرقامها.
الخطأ الشائع السابع في
تنسيق رسائل الدراسات العليا:
- لا يراعي الباحث التوازن في عدد صفحات كل فصل، فلا ينبغي أن يكون عدد
صفحات فصل ما على تسعة صفحات، بينما يكون عدد صفحات فصل آخر تسعون صفحة،
فيجب أن يكون الفارق قليل نسبيا.
الخطأ الشائع الثامن في
تنسيق رسائل الدراسات العليا:
- لا يراعي الباحث التوازن في عدد مباحث كل فصل، فنجد فصل يحتوي على مبحثين
وفصل آخر يحتوي على ستة مباحث.
الخطأ الشائع التاسع في
تنسيق رسائل الدراسات العليا:
- لا يبدأ الباحث صفحات متن الرسالة بالمقدمة، ثم يتبعها بالفصول والأقسام
المحددة على توالي عناوينها الجانبية وتفريعاتها وفق خطة البحث المُعتمدة.
الخطأ الشائع العاشر في
تنسيق رسائل الدراسات العليا:
- لا يقوم الباحث بترتيب المراجع والمصادر المستخدمة كما هو موضح في دليل
الجامعة التي ينتمي إليها.
أخطاء شائعة في كتابة رسائل الماجستير
ثانيا: أنموذج البحث العلمي:
المنارة للاستشارات.
أخطاء شائعة في كتابة رسائل الماجستير
يهدف هذا المقال إلى التعرف على الأخطاء الشائعة والمتكررة في
رسائل الماجستير لدى العديد من الباحثين وذلك بهدف التقليل
منها أو التخلص منها بشكل نهائي وبشكل خاص لدى الطلاب المقبلين
على التسجيل لدرجة الماجستير ويهمهم التعرف على هذه المشاكل
لتلافي الوقوع بها أثناء كتابة رسائل الماجستير الخاصة بهم.
سوف يتم تفصيل المشاكل حسب مكونات رسائل الماجستير.
بداية بالعنوان، حيث يلاحظ أن العديد من الباحثين أثناء كتابة
العنوان الخاص برسائل الماجستير لا يوضحون المتغير المستقل
والمتغير التابع بشكل دقيق، كذلك فإن بعض رسائل الماجستير يكون
العنوان فيها محتوياً على كلمات مكررة بدون داع.
فيما يتعلق بفهرس المحتويات في العديد من رسائل الماجستير، فإن
من الأخطاء الشائعة فيه هو عدم مطابقة العناوين بالفهرس لما هو
موجود بالداخل.
كذلك فإن من الأخطاء الشائعة في كتابة الفهرس ترقيم صفحاته
بشكل مختلف عن الموجود في متن الرسالة أو ترقيم صفحاته بأرقام
وليس حروف.
وفيما يتعلق بالمقدمة الخاصة برسائل الماجستير، فإن من الأخطاء
الشائعة فيها أن تكون على شكل عدة فقرات مقتبسة لا يوجد بينها
رابط، وتركيز المقدمة على بعض متغيرات البحث دون الأخرى، أو
عدم التمهيد بشكل مناسب لمشكلة البحث التي يتناولها الباحثون
أثناء كتابتهم لرسائل الماجستير.
وفيما يتعلق بشكليات كتابة النص في رسائل الماجستير، فإنه يكثر
عدم توحيد المصطلحات؛ كاستخدام مصطلح البحث مرة والرسالة مرة
أخرى.
كذلك فإنه استخدام صيغة المضارع في الأفعال يعتبر من الأخطاء
الشائعة، حيث أنه يجدر استخدام صيغة الماضي، بما أن الرسالة قد
اكتملت وانتهت.
كذلك فإن العديد من رسائل الماجستير تكثر فيها مشكلة تعدد
أشكال التوثيق؛ حيث يستخدم الباحث أكثر من نمط في توثيق رسالة
الماجستير الخاصة به،
كذلك فإن من الأخطاء الشائعة وجود مراجع في متن الرسالة غير
مدرجة في قائمة المراجع في نهاية الرسالة.
أيضا، يكثر في العديد من رسائل الماجستير مشكلة عدم ترتيب
المراجع بشكل أبجدي وعدم الثبات في طريقة كتابة المراجع من نفس
النوع.
وفيما يتعلق بجزئية الدراسات السابقة في رسائل الماجستير، فإن
مشكلة عدم التوازن في عرض هذه الدراسات تغلب على الكثير من
رسائل الماجستيرـ حيث نجد دراسة تعرض في صفحتين ودراسة اخرى
تعرض في أربع صفحات ودراسة تعرض في صفحة، بالإضافة إلى مشكلة
عدم مراعاة التسلسل الزمني في عرض تلك الدراسات.
كذلك فإن من الأخطاء الجوهرية في العديد من رسائل الماجستير
استخدام أساليب إحصائية غير مناسبة لمتغيرات البحث وكذلك الخلط
ما بين الاختبار القبلي والاختبار البعدي.