بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
يقول الله تعالى:
" إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا و على ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم "
هذه الآية جاءت بعد قوله تعالى
" وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين "
فها هي صفات المؤمنين الحقيقين بصيغة الحصر والقصر كما يقول اللغويون؟
- " الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " فزعت لما علمت من جلاله و كماله ،إحسانه لأوليائه، و جبروته وعدله في خلقه .
هذا الفزع والخوف لا يحل إلا في قلوب العلماء
فقد قال في موضع آخر. " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء "
- و إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا "
إذا قرئ عليهم القرآن أيقنوا أنه ليس من كلام البشر وزادهم إيمانا إلى إيمانهم .
وهي دليل قاطع على أن الإيمان يزيد وينقص ، يزيد بالطاعة وينقص بغيرها ! كما أثبته العلماء .
" وعلى ربهم يتوكلون " في جميع أحولهم الدينية والدنيوية.
- " الذين يقيمون الصلاة " فليس ثمة أمر بعد الإيمان أعظم من أمر الصلاة فمن أقامها فقد أقام الدين . ومن تركها قد هدم الدين . وهي شعار الصالحين في كل زمان .
يكفي للدلالة على عظم شأن الصلاة ، قوله جل وعلا " و إذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة " أقمتها لهم ، و كنتم في معركة مع أعدائكم . ثم قال فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم. " ثم قال " فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة "
الصلاة الصلاة الصلاة . وكذلك كانت وصيته صلى الله عليه وسلم في مرض رحيله بعد البلاغ المبين .!
- " ومما رزقناهم ينفقون " صدقة أو زكاة يراد بها وجه الله .
- " أولئك هم المؤمنون حقا " حكم بذلك العليم الحكيم . " لهم درجات عند ربهم و مغفرة و رزق كريم " نسأل الله بأسمائه الحسنى و صفاته العلى أن لا يميتنا حتى يذيقنا حلاوة الإيمان إنه جواد كريم .
وتقبل الله ومنكم