" لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس "
في تأبينية الطالب عبد القادر بوحمامة قال الإمام :... و نحن له معنا موقف لا ينسى أبدا ذلك أنه وفي ما مضى ترتّب علينا ـ يقصد أسرته ـ دين يقدّر بألف دينار وجاء الدائن يطلب حقه ، و يشهد الله أنه لم يكن عندنا يومها ما نستطيع به شراء علبة كبريت ، فأبى الإنصراف وأخذ بالصراخ في وجوهنا مهددا ومتوعدا !
عندئذ خرج الجار الطالب عبد القادر متسائلا عن سبب ذلك الصراخ الشديد ،ولما علم بالدين قال : أو غير ذلك ؟ فقالوا هو ذاك ، فتبسم ضاحكا وما لبث أن دفع للدائن حقه وقال لجرانه ادخلوا راشدين. قال الإمام ففرج عنا كربة عظيمة رحمه الله .
و أما الشيخ الطاهر بن دومة فقد دخل مرة إلى مكتبة ح. وسَّار ، كانت يومها مقابل مخبر التصوير لصاحبه السمرة فوجد فيها رجلين يتخاصمان في جدار بينهما آيل للسقوط ، وأوشك الذي بينهما أن يتحوّل إلى اقتتال، فما كان من الشيخ رحمة الله عليه إلا أن قال : أخلوا الطريق غدا ، عليَّ ترميمه ! وكان هذا أسلوبه إنما هي عنده قرارات تنفذ .! وهدأت النفوس !؟ ثم تولّى إلى (البنك ) المقعد الخشبي الطويل يتصفح كتابا جديدا !
رحمهم الله جميعا.
" إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس "
م س بوبكر